om_elnoor
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تأملات فى مزمور إلى متى يا رب تنسانى المزامير مدرسة الصلاة

اذهب الى الأسفل

تأملات فى مزمور إلى متى يا رب تنسانى المزامير مدرسة  الصلاة Empty تأملات فى مزمور إلى متى يا رب تنسانى المزامير مدرسة الصلاة

مُساهمة من طرف Admin الأربعاء يوليو 16, 2008 2:04 pm

تأملات فى مزمور إلى متى يا رب تنسانى المزامير مدرسة الصلاة الانبا بيشوي

الجميل فى مزامير معلمنا داود النبى أنها تعبّر عن حياة الإنسان الروحية بصورة صادقة.. بل الجميل بالأكثر أن هذه الكلمات لم تأتِ بمشيئة إنسان، ولكن تكلّم بها داود النبى مسوقاً بالروح القدس، أى أن هذه الكلمات يُكلّم بها الإنسان الله، وقد أعطاها الله للإنسان ليكلّمه بها وهى تعبّر عن حياة الإنسان الروحية بكل مراحلها وكل حالاتها.. فيجد الإنسان فيها ما يناسب حالات الفتور الروحى، حالات الضعف، حالات السقوط، كما يجد ما يناسب حالات التوبة، والنصرة، أيضاً يجد مشاعر الفرح والشكر والرجاء، وتذكُّر إحسانات الله، والتأمل فى خلاصه العجيب.. من أجل ذلك اعتبر الآباء القديسون المزامير مدرسة للصلاة، كما اعتبروها حياة روحية، بل حديقة مملوءة بالأثمار الحسنة.. أما بالنسبة للآباء الرهبان، فكانوا يعتبرون المزامير هى حياتهم، أو أهم شىء فى تكوينهم الروحى.. لكن ليس الرهبان فقط بل كل المتدينين سواء فى العهد القديم أو فى العهد الجديد
وترتَل المزامير بأنغام بالمزمار والقيثار، بصنوج التسبيح.. وعندما كتب داود النبى المزامير كتبها فى صورة شعرية بحيث إنها تصلح لأن تكون تراتيل وأغانى روحية، وتقال بنغمات الموسيقى فى صلوات كلها عاطفة من عمق المشاعر
وهذا المزمور وضعته الكنيسة فى كثير من الصلوات.. فنصلّيه فى صلاة باكر، وصلاة الستار، والخدمة الأولى من صلاة نصف الليل. فهو من المزامير التى تتكرر كثيراً
ولأن الله يعرف كيف أن الإنسان يمكن أن يسقط مرات كثيرة فى مشاعر اليأس وعدم الرجاء؛ أعطاه هذه الكلمات المطمئنة فى صورة صلاةإلى متى يارب تنسانى إلى الانقضاء
تكررت مرات الضعف ومرات الفتور، وتكررت المحاربات، وبدأ اليأس يتسلل إلى روح الإنسان فصرخ إلى الله قائلاً: إلى متى يارب تنسانى إلى الانقضاء أو إلى متى تنسانى كل النسيان.. وكأن الرب قد نسيه
العجيب أن الله نفسه هو الذى أعطانا هذه الكلمات، إذ أن كل الكلمات قد كُتبت بقيادة الروح القدس. لكن حتى الكلمات التى تعتبر عتاباً لربنا، هو نفسه الذى يعطيها لنا لكى نعاتبه بها! والأعجب أنه حتى الكلمات التى تعتبر وكأنها إيقاظ لله؛ إذا توهمنا أنه يغفل عنا أو قد نسينا.. فحتى هذه الكلمات، الله نفسه يعطينا إياها لكى يطمئن قلبنا، ولأنه يريد أن يدخل الإنسان معه فى حوار إنما فى حدود الأدب الروحى.. لا مانع أن يكون هناك حوار على مستوى العتاب أو الأنين أو الصراخ، أو حتى الإيقاظ، كما أيقظوه إذ كان نائماً فى السفينة قائلين: أما تبالى "أما يهمك أننا نهلك؟" (مر4: 38) لم يقولوها بلهجة التذمر أو الانتهار إنما يقولونها بلهجة العتاب أو الصراخ أو الاستنجاد
إلى متى يارب تنسانى إلى الانقضاء.. أنا أشعر أن معونتك قد تخلّت عنى، وهذا ما أعتبره نوعاً من النسيان، أشعر أن نعمتك لم تعد تؤازرنى وتسندنى.. أحس أننى قد أصبحت وحيداً فى المعركة، وحينما شعرت أننى وحيدٌ عرفت مرارة السقوط، وعرفت حقيقة ضعفىحتى متى تصرف وجهك عنى
عندما يكون وجه الله متطلعاً إلينا فهذا يعنى أحد أمرين؛ فإما أن عينيه تحرسنا أى أن عنايته تؤازرنا.. أو من الجانب الآخر وجه الله يعزينا حينما نبصر مجده أو حينما نشعر بوجوده.. الإحساس بوجود الله يعطى الإنسان المخافة، كما يعطيه أيضاً استقامة قلب.. فمن عمل النعمة مساندة الإنسان، وأيضاً إحساس الإنسان برؤيته لله، فكلا الأمرين يمثلان جانبين لحقيقة واحدة وهى أن وجه الله يسير أمامنا
وعندما غضب الرب على شعب إسرائيل تضرع إليه موسى النبى قائلاً: "إن لم يَسِر وجهك فلا تُصعدنا من ههنا" (خر33: 15)، عندما يغضب الرب من أحد يشعر هذا الإنسان وكأن الله قد أدار وجهه، إذ أنه لا يريد أن ينظر الشر.. لا يريد أن ينظر إلى الخطية
حتى متى تصرف وجهك عنى.. فأنا يارب حينما تنسانى أسقط، وحينما أسقط أشعر أنك لا تريد أن تنظر إلىّ بسبب خطيتى.. فإلى متى أشعر أن وجهك ينصرف عنى بسبب خطاياىإلى متى أردد هذه المشورات فى نفسى
إلى متى أجعل هموماً فى نفسى، وأوجاعاً فى قلبى كل يوم.. "إلى متى أردد هذه المشورات فى نفسى". والمشورات تعنى الهموم، فإلى متى أجعل هموماً فى نفسى.. حينما يضعف الإنسان، وحين يسقط، وحين يخطىء إلى الله يشعر بهموم تدهم قلبه وتغمر حياته وتقلقه
الإحساس بالسلام هو ثمرة المصالحة مع الله، فعندما يشعر الإنسان أنه لا يوجد مصالحة بينه وبين الله يفقد سلامه. وعندما يفقد سلامه تبدأ الهموم والأوجاع والأحزان فيقول "لما سكتُّ بليت عظامى من زفيرى اليوم كله. لأن يدك ثقلت علىَّ نهاراً وليلاً" (مز32: 3، 4)
حينما يخطئ الإنسان ويسكت بلا اعتراف بخطيته، يشعر أنه قد دخل فى خصومة مع الله ويزداد التعب فى داخله. فعندما يسكت أى يكتم خطيته أو يشعر بهذه الخصومة يقول "لما سكتُّ بليت عظامى من زفيرى اليوم كله. لأن يدك ثقلت علىَّ نهاراً وليلاً.. أعترف لك بخطيتى ولا أكتم إثمى. قلت أعترف للرب بذنبى وأنت رفعت آثام خطيتى" (مز32: 3-5)
"إلى متى أردد هذه المشورات فى نفسى".. هذه الهموم والأحزان فى قلبى كل يوم؛ حزن الهزيمة، حزن الخزى والعار، لأن الخطية تعرّى الإنسان وتفقده كرامته كصورة لله، بل أحياناً كثيرة تفقده إنسانيته، فيحتقر نفسهصلواتكم

Admin
Admin

عدد الرسائل : 87
تاريخ التسجيل : 07/07/2008

https://om-elnoor.own0.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى